تشير البيانات العالمية الجديدة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عدد البلدان التى تجمع كل إمداداتها الدموية من متبرعين طوعيين لا يتلقون أجراً مقابل تبرعاتهم، شهد زيادة بنسبة تفوق 50% فى الفترة بين عامى 2002 و2008.
وكشف التقرير الذى أصدرته المنظمة، ونشرته على موقعها الإلكترونى عن معلومات بخصوص جنس المتبرعين وعمرهم، وقدم 100 بلد بيانات عن جنس المتبرعين أظهرت أنّ 70% من مجموع تبرعات الدم تُجمع من الذكور. وتبيّن أنّ 25 بلداً فقط تجمع أكثر من 40% من إمداداتها الدموية من الإناث. ومن تلك البلدان أذربيجان وأستراليا وأستونيا وجورجيا ومنغوليا ونيوزيلندا والبرتغال وجمهورية مولدوفا وسوازيلند وتايلند والولايات المتحدة الأمريكية وزمبابوى. كما تبيّن، فى 16 بلداً، أنّ أقلّ من 10% من التبرعات تُجمع من الإناث.
وذكر التقرير أن التبرعات التطوعية المجانية فى 70 بلداً، قد شهدت زيادة بنسبة تفوق 10% فى الفترة بين عامى 2007 و2008. وأبلغت الهند عن أكبر زيادة فى هذا المجال، أى من 3.6 مليون تبرع إلى 4.6 مليون تبرع. ومن البلدان الأخرى التى أبلغت عن زيادات كبيرة خلال الفترة ذاتها أفغانستان والجزائر والأرجنتين وبيلاروس وبلغاريا وكولومبيا وكوستاريكا وإيطاليا واليابان والفلبين وجمهورية كوريا والاتحاد الروسى وسرى لانكا والولايات المتحدة الأمريكية وفييتنام.
ويبدو، فى البلدان الغنية، أنّ المتبرعين أكبر سناً مقارنة بمتبرعى البلدان الأخرى (أكثر من 44 سنة). أمّا فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل فيبدو أنّهم أصغر سناً من متبرعى البلدان الأخرى (أقلّ من 25 سنة). وقدم 77 بلداً بيانات عن توزيع تبرعات الدم حسب الفئة العمرية. ففى البلدان المرتفعة الدخل لا تُجمع إلاّ 27% من التبرعات من فئة من تقلّ أعمارهم عن 25 سنة، فى حين تُجمع 40% من التبرعات من متبرعين تفوق أعمارهم 44 سنة. أمّا فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل فإنّ نصف (45%) مجموع التبرعات تقريباً يُجمع من فئة من تقلّ أعمارهم عن 25 سنة، وتُجمع 18% من التبرعات من فئة من تفوق أعمارهم 44 سنة.
وتقول الدكتورة نيلام دينغرا، منسقة برنامج نقل الدم بمنظمة الصحة العالمية بشكل آمن، "إنّ المرمى الذى تنشده منظمة الصحة العالمية هو حصول جميع البلدان، بحلول عام 2020، على كل إمدادات الدم من متبرعين طوعيين لا يتلقون أجراً مقابل تبرعاتهم. وقبل تسعة أعوام كانت 39 بلداً تحصل على جميع إمداداتها الدموية من أولئك المتبرعين. وفى عام 2008، ارتفع ذلك العدد ليبلغ 62 بلداً. ونتمنى أن يشجع اليوم العالمى للمتبرعين بالدم المزيد من الناس فى عدد أكبر من البلدان كى يصبحوا ممّن يتبرعون بدمائهم بانتظام وعن طواعية وبدون مقابل".
وأضافت الدكتورة دينغرا قائلة "من الأسباب الجلية لوجود عدد أكبر من المتبرعين الشباب فى البلدان المنخفضة الدخل ارتفاع نسبة الشباب إجمالاً بين سكان تلك البلدان. ولا بدّ للاستراتيجيات الرامية إلى تشجيع المزيد من الناس على التبرع بدمائهم عن طواعية من أخذ عوامل من هذا القبيل فى الحسبان".
الكاتب: مروة محمود إلياس
المصدر: موقع اليوم السابع